The Feeling of Deprivation

وأخرى شجيّة لأرتب أفكارا ازدحمت بها الذاكرة مؤخرا .
منذ بدء الجائحة وأنا أُربتُ على كتفي وأسرُّ لنفسي ان لا عليك ..ستكون هناك بداية جديدة جميلة مع حلول رمضان المبارك ؛ ولكن دون جدوى ، يبدو ان كوفيد ناقم بشدة يأبى ان يفارقنا، لا أعلم لما كل هذا السخط يا كوفيد ! ماذا فعلت لك أمة الأرض لتلقي بسمك اللعين عليها ،أنت لا تعلم يا كوفيد ماذا غرزت في نفسي من ألم جراء مصائبك الجلل!
اقترب عمري من الأربعة وعشرون عاما ولم أعش أياما تشبه أيام زمن الكورونا ، وفي كل يوم اسأل نفسي ،كيّف لهذا الفايروس الصفيق بأن يغيّر وجه العالم !كيف له أن يرغم كوكباً بأكمله على التقوقع والانعزال ! من قال أن مدن كانت تضج بالحياة ستصبح كمدن الأشباح يخاف أهلها حتى النظر من شرف المنازل .. مدن شامخة اعتادت أن تعجّ بالسياح من جميع أرداف الأرض والآن لا يَخُطها زائر! نعم لقد دمّر هذا الفايروس إيطاليا .. أحب البلدان الى قلبي والأمر لم يقف عند هذا فقط ، أتعلم ما الذي يلذعني أكثر ؟ انه شعور الحرمان المدقع الذي ينتابني ، حرمانٌ من أحضان دافئة وقبلات صادقة وعناق ينشلنا من ضيقنا، حرمان من تناول طعامنا المفضل مع أصدقائنا المفضلين في ظل أجواء تُأجج ضحكاتنا بصوت صاخب ! حرمان من ممارسة أعمالي بشغف تام.. إنه أشبه ما يكون بفطام رضيع عن أُمه ! لقد تأجج هذا الشعور اللاسع يوم أمس لتصل ذورته اليوم ! يوم أمس كان يوم تاريخي بالنسبة لي ،لقد أنهيت دراستي الجامعية بعد عناء ممتزج باللذة دام ست سنوات ، ولكن كان ينقص فرحتي الكثير من عناق الأصدقاء والاحتفالات وأخذ الصور التذكارية ،ولا سيّما بعد غياب طال عن رفاق الدرب، والحال أشبه أيضا باليوم الذي اعتدنا أن نستقبله بأجواء مختلفة عن باقي الأيام ولكن كورونا حال بيننا وبين كل ينعمنا بالسرور !
الحياة في زمن كورونا صعبةو لا تحتمل ، لقد تبدلت طقوسي وأجبرت قسرا على ملازمة المنزل تحسبا من خطر داهم قد يودي بحياتي وحياة عائلتي . ولكن ينتابني سؤال حثيث أخر ، ماذا أراد كورونا بهذا؟ هل أراد بنا أن نبعد نفسنا عن ضجيج العالم وصخبه لتحظى بقليل من الهدوء ؟! أكاد أجزم بأن ما أعيش به من فصام يجيب بنعم على هذا السؤال ، وكأنه أراد أن نعود إلى ذواتنا المهملة وأن يجبرنا على عمق التفكير والتفكر ، لعلنا نغير من ممارسات ٍمتخبطة هوجاء .
المعركة لم تنته بعد ، ولكننا سننتصر بعلمنا وبرحمة الله ووسنحتفل بالنصر المُنتظر وسنكلل نجاحنا ليظل يصدح للاجيال القادمة ، وستظل هذه الأيام محفورة بذاكرتي إلى الأبد ، وسيظل أثرها سرمدياً وسأرويها لأبنائي ولأحفادي

دمتَ بخير انت والعالم أجمع

 

Dear Yuri,

I’m writing to you in this day specifically, the twenty fourth of April in the timings of Corona. Today is the first day of our holy month, the month that we have always been able to practice with no restrictions that limit our joy and pleasure with it’s unique flavour.

Do you know what sadness me the most?  The feeling of deprivation that possess me all the time.

Deprived of warm cuddles and genuine kisses that used to relieve us from sadness.

Deprived of having our favourite meals with our favourite friends amidst our loud laughter.

Deprived from performing my tasks with passion – it is like weaning a baby from his mother.

This feeling has flared up yesterday to reach its peak today.

Yesterday was a historical day for me, I finished college; suffering mixed with pleasure that lasted for six years. My happiness was not complete, it was missing hugs from friends, celebrations and taking pictures, especially after this long distance.

Life during Corona is hard, my habits have changes and I’m forced to stay home. What exactly did corona want with all of this? Did this virus want us to distance ourselves from the world’s buzz? It is as if this virus wanted us to go back to our abandoned souls and to force us to think deeply, meditate in the hopes that we can change our blundering practises.

This fight is not over yet, but we will win with our knowledge and God’s mercy. We will celebrate this win and it will echo for the generations to come. These days will stay in my memory and I will tell this story to my children and grandchildren.

Bless you and the whole world.

Safa, Islamabad, Pakistan